جامعيون فلسطينيون ينتجون محرك سيارة هيدروجينيا (2005)
توصل ثلاثة طلاب فلسطينيين من دائرة الهندسة الميكانيكية (بولتكنيك فلسطين) في الخليل جنوب الضفة الغربية، إلى تشغيل محرك سيارة صغير على الهيدروجين بدلا من الوقود.
وقال الدكتور زهدي سلهب الذي أشرف على الطلاب الثلاثة، إن الطلاب تمكنوا من تشغيل محرك صغير على الهيدروجين بدل وقود البنزين، بعد أن نجحوا في تصميم جهاز يقوم بتحليل الماء كهربائيا والحصول على وقود الهيدروجين النقي وإدخاله للمحرك بدل وقود البنزين.
وأوضح أن أهمية هذا الحدث تكمن في أنه للمرة الأولى يصمم فيها محرك بالهيدروجين على مستوى الوطن العربي من قبل كادر شبابي فلسطيني مثابر استطاع عبر البحث المتواصل والمستمر التوصل إلى نتائج مرضية في مواضيع تكنولوجية متطورة على غرار الباحثين في الدول الغربية المتقدمة.
وأشار إلى أن براعة المشروع تكمن في ماهية إيجاد طاقة بديلة لتشغيل محركات السيارات بدل الطاقة الكلاسيكية (كوقود البنزين والديزل)، للتخفيف من التلوث البيئي الكبير والدمار التدريجي للبيئة والإنسان الناجم عن الغازات السامة المنبعثة من عوادم السيارات، وإيجاد مصدر بديل للطاقة بعد انخفاض احتياطي النفط في العالم.
وأضاف سلهب أن الوصول إلى التشغيل الفعلي لمحرك قوي بحجم محرك السيارات يعمل بوقود الهيدروجين يحتاج إلى مشوار طويل من المتابعة والبحث، مشيرا إلى أن أكبر المشاكل التي يسعى البحث إلى حلها هي إمكانية الحصول على كميات كبيرة من الهيدروجين بشكل مستمر، وتخزينها تحت ضغط عال جدا داخل أسطوانات تضمن بقاءها بحالة سائلة لاستخدامها في تشغيل المحرك.
من جانبهم اعتبر الطلبة الفلسطينيون الذين شاركوا في إنجاز المشروع أنه أتى ثمرة تجارب متعددة وحصيلة فعلية لدراستهم في كلية الهندسة والتكنولوجيا في البولتكنيك على مدار الأربع سنوات الماضية.
وأشاروا إلى أن نجاح المشروع جاء بعد سلسلة من النقاشات بينهم وبين المشرف، وعبر مراقبة النتائج التي أفضت إلى تشغيل المحرك أمام جموع الزوار الذين حضروا لمشاهدة مشاريع التخرج التي أعدها الطلاب.
وقال الطالب زياد الرجبي أحد الطلاب الثلاثة الذين شاركوا في المشروع إن تشغيل محرك بالهيدروجين ليس جديدا في دول مثل اليابان والتشيك وبريطانينا وعدد من الدول المتقدمة، موضحا أن المحرك الذي تم تصميمه عبارة عن محرك صغير ذي أسطوانة واحدة سعته 183cc، يحتاج إلى توفر إمكانيات مادية وتقنية كبيرة لتطويره واستيفائه.
وذكر الرجبي أنه على الرغم من الظروف المأساوية الصعبة والإجراءات القمعية التي يتبعها الاحتلال ضد الفلسطينيين، فإن ذلك لم يقف حائلا أمام تصميمه هو وزملاءه على استكمال المشروع مع موعد تخرجهم من الكلية مطلع هذا الصيف.